نبدأ اليوم بشرح المقدمة الآجرُّومية في النحو،
وهي متنٌ ألفه أبو عبد الله محمَّدُ بن محمد بن داوود الصِّنهاجيُّ الآجرُّومي (نسبة إلى آجرُّوم)، وُلِدَ في مدينة فاس سنة ٦٧٢ للهجرة (١٢٧٣م)، وتوفي فيها سنة ٧٢٣ للهجرة (١٣٢٣م).
سيكون الكلام باللون الأحمر الذي أضعه داخل خطين هو كلام الماتن ابن آجروم رحمه الله، وما تحته هو شرح هذا الكلام، وهذا ما سوف يكون عليه نظام الدروس كلها.
الآن ندخل إلى الشرح، فانتبه:
قال: الكلامُ هو اللفظُ المُرَكَّبُ المُفِيدُ بالوَضْعِ
أقول: هذه الأربعة هي شروط الكلام، لا يكون الكلام إلا إذا استوفاها كلها.
فمعنى كون الكلام "لفظاً":
أن يكون مشتملاً على بعض الحروف الهجائية العربية التي تبدأ من الألف حتى الياء، مثل "كتب" و"يأخذ" و"أحمد" و"فاطمة"، كل واحدة من هذه الكلمات تكوِّن صوتاً يشتمل على الحروف الهجائية، بهذا الشرط تخرج الإشارة مثلاً، لأنها ليست لفظاً، فهذا أول الشروط.
ومعنى كون الكلام "مُرَكَّباً":
أن يكون من كلمتين أو أكثر، فكلمة "كتب" وحدها ليست مركبة إلا إذا ضُمَّت لكلمة أخرى أو أكثر، فنقول "كَتَبَ أحمَدُ" لتكون مركبة، ونقول "أَخَذَ زيدٌ"، فهذا الشرط الثاني.
ومعنى كون الكلام "مفيداً":
أن يحسن السكوت عليه، فلا يبقى السامع منتظراً لشيء آخر.
فجملة "إذا حضر الأستاذ" لفظ مركب، لكنه ليس مفيداً، لأن السامع ينتظر ما بعده، إذاً لا يسمى ذلك كلاماً، إلا إذا أكملت وقلت مثلاً: "إذا حضر الأستاذ أنصت التلاميذ"، وهذا الشرط الثالث.
ومعنى كون الكلام "موضوعاً":
قيل: يكون موضوعاً بالوضع العربي، فكل ألفاظه يجب أن تكون من وضع العرب، فكلمة "حضر" كلمة وضعتها العرب لمعنى، و"حضر محمد" جملة من كلمتين وضعتها العرب لمعنى، ويخرج بذلك ما وضعه العجم، كالفرس والترك وغيرهم، وهذا آخر شروط الكلام.
واعلم أن هذه الشروط هي للكلام النحوي عند النحويين، أما اللغويون -علماء اللغة- فالكلام عندهم هو كل شيء تحصل به إفادة، فالخط والكتابة والإشارة كلام،
فإذا سُئِلت: "هل أحضرت لي الكتاب الذي طلبته منك؟" فأشرت برأسك من الأعلى إلى الأسفل بمعنى "نعم"، فهذا كلام عند اللغويين، وليست الإشارة كلاماً عند النحويين، فهي لا تستوفي الشرط الأول.
وهذا هو الفرق بين الكلام النَّحْوي والكلام اللُّغَوي.
أمثلةٌ للكلام المستوفي الشروط:
السَّماءُ صافيةٌ، ينجَحُ المجتَهِدُ، لا يفلِحُ الكسولُ.
تمرين:
هل هذه الجمل كلام عند النحاة؟
١- إذا جاء الشتاءُ،
٢- الهلالُ ساطِعٌ،
٣- إن طلعت الشمسُ.
ثم اكتب مثالاً لكلام يستوفي الشروط.