...
ويا رُبَّ يومٍ قد لهوتُ وليلةٍ
بآنسةٍ كأنها خطُّ تمثالِ
يضيء الفراشَ وجهُها لضجيعها
كمصباح زيت في قناديل ذُبَّالِ
كأنَّ على لباتها جمر مصطل
أصاب غضًى جزلاً وكُفَّ بأجذالِ
وهبت له ريحٌ بمختلف الصوى
صباً وشمال في منازل قُفَّالِ
ومثلِكِ بيضاءِ العوارضِ طَفْلَةِ
لعوبٍ تنسيني إذا قمتُ سربالي
كحقف النقا يمشي الوليدان فوقه
بما احتسبا من لين مَسٍّ وتسهالِ
لطيفةِ طيِّ الكشح غير مفاضة
إذا انفَتَلَت مُرتجَّةٍ غيرِ متفالِ
إذا ما الضجيعُ ابتزَّها من ثيابها
تميلُ عليه هَوْنَةً غيرَ مجبالِ
تنوَّرتُها من أذرعاتٍ وأهلها
بيثرب أدنى دارها نظرٌ عالِ
نظرتُ إليها والنجومُ كأنَّها
مصابيحُ رهبان تُشَبُّ لقُفَّالِ
سموتُ إلیها بعدما نام أهلُها
سُمُوَّ حباب الماء حالاً على حالِ
فقالت: سباكَ اللهُ، إنَّك فاضحي!
ألستَ ترى السُّمَّارَ والناسَ أحوالِ؟!
فقلتُ: يمين الله أبرحُ قاعداً
ولو قطَّعوا رأسي لديك وأوصالي
حلفتُ لها بالله حلفَةَ فاجر
لناموا فما إن من حديث ولا صالِ
فلما تنازعنا الحديث وأسمَحَتْ
هصرتُ بغصن ذي شماريخ ميَّالِ
وصرنا إلى الحسنى ورقَّ كلامنا
ورضتُ فذلَّت صعبةً أيَّ إذلَالِ
...