ألا اعتزليني اليوم خولة أو غُضِّي!
فقد نزلت حدباءُ مُحكَمةُ العَضِّ
أزالت فؤادي عن مَقَرِّ مكانه
وأضحى جناحي اليوم ليس بذي نَهْضِ
وقد كنت جلداً في الحياة مُدرِّئاً
وقد كنت لَبَّاس الرجال على بُغْضِ
وإني لحلوٌ للخليل، وإنني
لمرٌّ لذي الأضغان أُبدي له بُغْضي
وإني لأستغني فما أبطر الغنى
وأعرض ميسوري لمن يبتغي عِرْضي
وأعسرُ أحياناً فتشتدُّ عسرتي
فأدرك ميسور الغنى ومعي عِرْضي
وأستنقذ المولى من الأمر بعدما
يزلُّ كما زلَّ البعيرُ عن الدَّحْضِ
وأمنحه مالي وعرضي ونصرتي
وإن كان محنيَّ الضلوع على بُغْضِ
ويغمره حلمي ولو شئت ناله
عواقبُ تبري اللحم من كلِمٍ مَضِّ
وما نالني حتى تجلَّت فأسفَرَت
أخو ثقة فيها بقرض ولا فَرْضِ
ولكنه سَيْبُ الإله وحرفتي
وشدُّ حيازيم المطيَّة بالغَرْضِ
...